المقدمة
إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة في(( عظمة القرآن الكريم، وتعظيمه، وأثره في النفوس))بيّنت فيها بإيجاز: كل ما يحتاجه المسلم من معرفة كتاب الله تعالى، وعظمته، وتعظيمه، وصفاته، وتأثيره في النفوس، والأرواح، والقلوب، وفضائله، وفضائل قراءته، وتعلمه، وتعليمه، ومدارسته، وآداب تلاوته، وتدبّره، والعمل به، وفضل العاملين به، وأخلاقهم، والأمر بتعاهده، ومراجعته، وقرنت ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة، فما كان من صواب فمن الله الواحد المنَّان، وما كان من خطأ أو تقصير: فمني ومن الشيطان، والله بريء منه ورسوله (اقتداء بما قاله عبد الله بن مسعود(رضى الله عنه). أخرجه أبو داود، كتاب النكاح، باب فيمن تزوج ولم يسمِّ صداقاً حتى مات، برقم 2116، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود، 2/ 397، وانظر: كتاب الروح، لابن القيم، ص 30.).
وقد استفدت كثيراً من تقــريرات وترجـيحات شــيخنا الإمام عـبد العزيز بن عبد الله ابن باز، جزاه عني وعن المسلمين خيراً.
وقد قسمت البحث إلى عدة مباحث على النحو الآتي:
المبحث الأول:مفهوم القرآن العظيم.
المبحث الثاني:القرآن العظيم أنزل في شهر رمضان.
المبحث الثالث:عظمة القرآن الكريم وصفاته.
المبحث الرابع:تأثير القرآن في النفوس والقلوب جاء على أنواع.
المبحث الخامس:تدبر القرآن العظيم.
المبحث السادس:فضل تلاوة القرآن اللفظية.
المبحث السابع:فضل قراءة القرآن في الصلاة.
المبحث الثامن:فضل تعلم القرآن وتعليمه، ومدارسته.
المبحث التاسع:فضل حافظ القرآن العامل به.
المبحث العاشر:فضائل سور معينة مخصصة.
المبحث الحادي عشر:وجوب العمل بالقرآن وبيان فضله.
المبحث الثاني عشر: الأمر بتعاهد القرآن ومراجعته.
المبحث الثالث عشر: آداب تلاوة القرآن العظيم.
المبحث الرابع عشر: أخلاق العامل لله بالقرآن:
المبحث الخامس عشر: أخلاق العامل للدنيا بالقرآن.
المبحث السادس عشر: أخلاق معلم القرآن.
والله أسأل أن يجعل هذا العمل القليل مباركاً، نافعاً، خالصاً لوجهه الكريم، مقرّباً لمؤلفه، وقارئه، وناشره من الفردوس الأعلى، أعلى جنات النعيم،، وأن ينفعني به في حياتي وبعد مماتي، وأن ينفع به كلَّ من انتهى إليه؛ إنه سميع مجيب، قريب، خير مسؤول ، وأكرم مأمول ، وهو حسبنا ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، و الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم، وبارك على خيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وأسوتنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
قام بتنسيق الموضوع واختصارالأحاديث ابومحمود
المبحث الأول:مفهوم القرآن العظيم
القرآن كلام الله:حروفه، ومعانيه، منزل غير مخلوق، منه بدأ وإليه يعود، وهو المعجزة العُظمى، المتعبّد بتلاوته، المبدوء في المصحف بفاتحة الكتاب المختوم بسورة الناس، تكلم الله به، وسمعه جبريل من الله تعالى، وسمعه محمد رسول الله من جبريل، وسمعه الصحابة من محمد قال الله تعالى: ] وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالـَمِين * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِين * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الـْمُنذِرِين *بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِين [(سورة الشعراء، الآيات: 192-195..).